عِلْم الكِيِمْيَاء هو
العلم الذي يدرس
المادة والتغيُّرات التي تطرأ عليها، تحديدًا بدراسة خواصها، بنيتها، تركيبها، سلوكها،
تفاعلاتها وما تحدثه من خلالها. ويدرس علم الكيمياء الذرات والروابط التي تحدث بينها مكونةً الجزيئات، وكيف تترابط هذه
الجزيئات فيما بعدها لتُكوّن المادة. ويدرس أيضًا
التفاعلات التي تحدث بينها. وللكيمياء أهمية كبيرة في حياتنا وتدخل في مجالات كثيرة وتلعب دورًا مهمًا في الصناعات بمختلف أنواعها، كالصِّناعات
الغذائية، صناعة المواد التنظيفية،
الدهانات، الأصبغة، صناعة
الأدوية والعقاقير،
النسيج والملابس والأسلحة وغيرها. ولها تطبيقات أخرى في الطب والعلوم الأخرى. ويطلق على الكيمياء تسمية
«العِلْمُ المَرْكَزِي»، وذلك لدورهِ الجوهري في ربط العلوم الطبيعية ببعضها.
وعلم الكيمياء هو أحد العلوم الطبيعية، والتي تشمل كلًّا من الفيزياء و
علوم الأرض و
علم الفلك و
علم الأحياء.
ويُعدُّ
تاريخ صناعة الكيمياء
ذا أثرًا بالغًا في مجال الكيمياء بشكل عام. تدرس الفيزياء المادة أيضًا،
ولكنها تدرس كميَّات الفضاء، والمادة، والقوانين التي تحكمها، والكيمياء
فرع من
العلوم الفيزيائية ولكنّها لا تتفرع عن
الفيزياء.يُعدُّ جابر بن حيان الملقّب بـ «أبي الكيمياء»، المؤسّس الحقيقي لمفهوم علم الكيمياء، المبني على مفهوم
التجريبية، إذ يقول: «
إن واجب المشتغل في الكيمياء هو العمل وإجراء التجربة، وإن المعرفة لا تحصل إلاَّ بها». حتى أن العرب سمَّوا الكيمياء عامةً بـ «صَنْعَة جَابِر». وكلمة كيمياء ذات أصلٍ
عربي، وتشتق الكلمة من المصدر كمي بمعنى أستر وأخفى، ووجهة ذلك تعتمد على الكتمان وتحريم إذاعتها وإفضاء أسرارها لغير أهلها لكون هدفها تحويل المعادن البخسة إلى
ذهب و
فضة. تنقسم الكيمياء إلى فروع عدة تتفرّع منها أقسام أخرى، أهمها:
الكيماء العامة والتي تدرس المبادئ الأساسية في الكيمياء، و
الكيمياء العضوية وتهتم بدراسة المواد العضوية، أي التي تحتوي على عنصر
الكربون، والكيمياء غير العضوية و
الكيمياء الفيزيائية والكيمياء الحيوية
أصل التسمية
أصح وأرجح الأقوال بأن أصل كلمة «كيمياء» من
اللغة العربية؛
وذلك لأن صناعة الكيمياء في العصور الوسطى كانت تعتمد على الكتمان وتحريم
إذاعتها وإفضاء أسرارها لغير أهلها لكون هدفها تحويل المعادن البخسة إلى
ذهب وفضة، واكتشاف الإكسير الذي يعيد الصحة والشباب إلى الإنسان، بالإضافة
إلى ذلك فقد كانت الكيمياء من المعارف المغلفة بالغموض والكتمان، فقد أورد
حاجي خليفة صيغة وصية كيميائي لتلميذه يحذره فيها بكتمان سر هذه الصنعة
وعدم إذاعتها، لأن في إذاعتها خرابًا للعالم، ويذكر هذا المعنى جابر بن حيان مرارًا في رسائله وكتبه، ولهذا نجد أن
ابن خلدون يهاجم أهل هذه الصنعة وكتاباتهم المليئة بالألغاز والطلسمات التي يتعذر فهمها. وقد ذكر محمد بن أحمد في
مفاتيح العلوم في القرن
الرابع للهجرة، أن كلمة كيمياء مشتقة من المصدر كمى ومعناها خفى وأستر،
وكَمى الشيءَ وتَكَمَّاه: سَتَرَه؛ وقد تَأَوَّل بعضهم قوله: بَلْ لو
شَهِدْتَ الناسَ إِذْ تُكُمُّوا إِنه من تَكَمَّيت الشيء. وكَمَى الشهادة
يَكْمِيها كَمْيًا وأَكْماها: كَتَمَها وقَمَعَها؛ قال كثيِّر: وإِني
لأَكْمِي الناسَ ما أَنا مُضْمِرٌ، مخَافَةَ أَن يَثْرَى بِذلك كاشِحُ
يَثْرى: يَفْرَح. وانْــكَمَى أَي اسْتَخْفى. وتَكَمَّتْهم الفتنُ إِذا
غَشِيَتْهم. وتَــكَمَّى قِرْنَه: قَصَده، وقيل: كلُّ مَقْصود مُعْتَمَد
مُتَــكَمّىً. وتَــكَمَّى: تَغَطَّى. وتَــكَمَّى في سِلاحه: تَغَطَّى به. وسمي العلم كيمياءً لأن هذا
العلم
كان متداولًا بين طائفة من الناس دون غيرها، بسبب الاعتقاد الذي سيطر على
عقول الناس طيلة العصور الوسطى، وهو إمكانية تحويل المعادن البخسة إلى
ذهب
وفضة، وتحضير إكسير الحياة، ذلك السائل السحري الذي يعيد الصحة والشباب
للإنسان، ومن ثم فقد حرص الكيميائيون القدامى على كتمان سر صنعتهم، وكتب
بعض الكيميائيين العرب المتأخرىن نسبيًا لا سيما بعد
القرن السادس هجري معلومات في الكيمياء وتحويل
المعادن
إلى ذهب وفضة برموز وألغاز وتعمدوا الغموض والإرباك. والكيمياء في اللغة
الحِيلَة والحِذْق، وكان يراد بها عنْد القدماءِ: تحويل المعادن الخسيسة
إِلى أخرى أسمى وأعلى قيمة. وهناك أقوال أن أصل كلمة كيمياء مصري وهي كيم أو كمت ومعناها الأرض السوداء وهي
تربة
وادي النيل، وينسب ذلك أن الكيمياء فن مصري قديم، وكانت تعرف آنذاك بسر
الكهنة أو الصناعة التحتوية (نسبة إلى تحوت أو تحوتي أو جحوتي). وهناك من
يقول كلمة كيمياء مشتقة من الكلمة الإغريقية خيما Chyma بمعنى التحليل
والتفريق، ويرى غيرهم أن لفظة كيمياء قد حورت عن اللفظة العبرية (شامان)
وتعني السر أو الغموض. وهناك مدلولات كثيرة على أن أصل الكلمة
عربية اسمً وفعلًا، اشتقاقًَا من المصدر كمى. وتكتب كلمة كيمياء في اللغات الأوروبية Alchimica (معرفةً بأل)، وكل كلمة لاتينية معرفة بأل تكون من أصلٍ عربي كالجبر والكحول؛ أما
كلمة كيمياء لم يرد ذكرها في أي حضارة أو
لغة قبل العرب، وكان أول من عرف علم الكيمياء هم العرب.
تعليقات
إرسال تعليق